الاثنين، 7 سبتمبر 2015

أزمة المثقفين في عصر الثرثرة






لقد استفزني الحديث بطريقة سلبية عن قراء الكتب وكأن قراءة الكتاب أصبحت أهانة في عصر الرقمنة وانا أشبة هذا العصر بالعصر الذي تحدث عنه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم نحن في عصر الرويبضة فقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم :- سيأتي على الناس سنوات خداعات , يصدق فيها الكاذب , ويكذب فيها الصادق , ويؤتمن فيها الخائن , ويخون فيها الأمين , وينطق فيها الرويبضة , قيل‌:‌ وما الرويبضة ‌؟‌ قال‌:‌ الرجل التافه يتكلم في أمر العامة .‌ صدق الرسول الكريم .

ان حديثي عن هذا الموضوع ليس لانهم يثرثرون فقط بل ويتفاخرون بأنهم يجيدون الثرثرة بكل المواضيع او كما يقال بالعامية “أبو العريف” وكأن الثقافة حُصِرَت بموضوع الخطابة وهو يتناسى ان الخطابة وفن الكلام ما هي إلا جزء من الثقافة , والكلام من دون الثقافة بالشيء او العلم به يعتبر ثرثرة …

لقد اعتزل مجموعة كبيرة من المثقفون هذا العالم لانه أصبح بطريقة او بأخرى مؤلم وأصبح الشخص اذا كان يمشي وبين يديه كتاب يعتبر أهانة واذا كان بوسائل النقل العام وكان يقرأ بكتاب فهو متباهي وعند مقارنة نفس المشهد ولكن بالدول الغربية يقولون أنظروا الى المثقفين او بالعامية “الناس الي بتفهم” وهو نفس الشخص الذي يحارب ابن جلدتة .

اريد ان انهي مدونتي بمجموعة من الاحصائيات التي لا يعرفها الثرثارون او يعرفون ولكن يتناسون .

فقد أكدت إحدى دراسات المركز العربي للتنمية أن مستوى قراءة الطفل العربي لا يزيد على 6 دقائق في السنة، ومعدل ما يقرأ 6 ورقات، ومتوسط قراءة الشاب من نصف صفحة إلى نصف كتاب في السنة، ومتوسط القراءة لكل مواطن عربي لا يساوي أكثر من 10 دقائق في السنة مقابل 12 ألف دقيقة للمواطن الأوروبي.

وأوردت الدراسات أن عدد الكتب المؤلفة سنويًا والمتوافرة للطفل العربي لا تزيد على 400 كتاب، مقارنة بالكتب المؤلفة والمتوافرة للطفل الأمريكي مثلا، والتي فاقت 13260 كتابًا في السنة، والطفل البريطاني 3837 كتابًا، والطفل الفرنسي 2118 كتابًا، والطفل الروسي 1458 كتابًا في السنة الواحدة.

وأفادت الدراسات أن كل 20 مواطنًا عربيًا يقرؤون كتابًا واحدًا فقط في السنة، بينما يقرأ كل مواطن بريطاني 7 كتب أي 140 ضعف ما يقرأه المواطن العربي، أما المواطن الأمريكي فيقرأ 11 كتابًا في السنة أي 220 ضعف ما يقرأه المواطن العربي.
وانتهت الدراسات إلى أن إجمالي ما يتم تأليفه من الكتب سنويًا في الدول العربية لا يساوي أكثر من 1.1% من الإنتاج العالمي السنوي من الكتب، بينما يزيد عدد سكان الوطن العربي مقابل سكان العالم بنسبة 5.5.

أما في مجال دعم البحث العلمي فقد سجلت أمريكا أعلى معدلات الإنفاق، بنسبة فاقت 3,1% من ناتجها المحلي الإجمالي، بينما سجلت الدول العربية 0,2% فقط، مما أدى إلى تراجع إجمالي علماء البحث العرب إلى 35 ألف باحث.

أما الصين فهي تعمل على ترجمة وطباعة كل كتاب يصدر في أمريكا خلال ثلاثة أيام من صدوره، في حين أن أكبر الدول العربية لا يترجم فيها إلا 400 كتاب في السنة.

وقد كشف التقرير السنوي الرابع للتنمية الثقافية، الذي تصدره مؤسسة الفكر العربي، أن نسبة القراءة بين العرب تدهورت بشكل مخيب، وأن معدل الالتحاق بالتعليم في الدول العربية لا يتجاوز 21.8 في المائة، بينما يصل في كوريا الجنوبية إلى 91 في المائة، واستراليا إلى 72 في المائة، وإسرائيل إلى 58 في المائة, يبلغ أعلى معدل لالتحاق الإناث بالتعليم في العالم العربي: في الإمارات 76 في المائة, وأن متوسط معدل التحاق الإناث بالتعليم في الدول العربية 49 في المائة. وأن متوسط نسبة الأساتذة في التعليم العالي بالنسبة إلى عدد الطلاب في العالم العربي هي أستاذ جامعي لكل 24 طالبًا. وفي أمريكا أستاذ جامعي لكل 13 طالبًا.

وهناك كتاب يصدر لكل 12 ألف مواطن عربي، بينما هناك كتاب لكل 500 إنكليزي، ولكل 900 ألماني, وأن معدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 4 في المائة من معدل القراءة في إنكلترا.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق